عرفت الفنان الكبير حمدي أحمد عن قرب.. دخلت بيته وعرفت أسرته وابنه محمود وكان يعتبرني كأولاده وذهبت معه لبروفات أعماله مرارا.. كم كان مثقفا قارئا وطنيا من طراز رفيع.. تشرفت بمعرفة الفنان الكبير سامح الصريطي وهو موسوعة تسير على قدمين فضلا عن خُلقه الرفيع، وشاهدته وهو يناقش مع مختلفين معه وكيف انتهى الأمر إلى صالحه تماما..

 

عرفت الفنانة النجمة سيمون عن قرب والكتاب أول ما تحمله في سفرها.. وقد ذهبت إلى الأقصر ذات يوم في عمل خيري مع إحدى الصحف ولم تترك الكتب طوال الطريق وبعناوين ثقيلة ومهمة وليست كتب للتسالي والألعاب!

عرفت الفنانة النجمة ندى بسيوني ثقافة رفيعة واطلاع جيد ولغات متعددة وقلب طيب يتواضع مع البسطاء وكافة مخلوقات الله.. دخلت بيت الأخ الكبير الكاتب البارز محمد الغيطي وزوجته الإعلامية والصحفية المحترمة منى بارومة.. 

 

وشاهدت أدب ابنتيه ميار ومي في التعامل مع الضيوف والالتزام الأسري واحترام الوالدين، ورأيت الفنانة نيللي في بيتها وأعرف النجمة رانيا فريد شوقي وكيف ترك الملك والدها بصمته عليها، وتعاملت مع الفنانة الكبيرة فردوس عبد الحميد وزوجها المبدع الكبير سيد الإخراج المصري محمد فاضل، وأعرف وطنيتهما وثقافتهما وأدبهما الجم.. 

 

وأعرف جيدا ثقافة والتزام وتاريخ ياسر علي ماهر، والتزام وثقافة سامح السيد، وأعرف نضال المحترمين خالد طلعت ومحمد عبد الجواد وحسن العدل ومحمد البياع وإسلام نجيب وغيرهم وغيرهم.. 

 

أما للنجمين الكبيرين عادل إمام ومحمد صبحي وضعان ومساحتان مختلفتان، ولكل من سبق قصة تستحق أن تروى منفصلة في مناسبة قادمة بإذن الله.. 

 

ما يعنينا أنه ليس كل الوسط الفني سيئا.. لا يؤخذ كل الوسط الفني بذنب تصريح لفنان متوسط التعليم منخفض اللياقة قليل الخبرة منعدم الشعور بالظرف التاريخي الذي تعيشه بلاده.. 

 

ما نريد قوله وتسببت فيه تصريحات الفنان أحمد سعد عن شقيقه العالم الجليل المتخصص في علوم نادرة ومهمة حتى وصلنا اليوم المقال الرابع وفتحنا ملف انتهاء عصر الفنان المثقف، ونغلقه بهذا المقال لنؤكد أن الصورة ليست سيئة إلى الدرجة التي تصورها البعض، حتى لو كان الأقلية هي الاستثناء.. أحيانا الاستثناء يفرض صيغته وينتصر لنفسه وللجميع..