لذة العطاء.. وحق الفقراء!

بوابة فيتو 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لذة العطاء.. وحق الفقراء!, اليوم الخميس 4 أبريل 2024 02:45 مساءً

هل جربت يومًا أن تعطى غيرك من مالك أو جهدك أو نصحك دون أن يطلب منك، فالمروءة أن تعطى دون أن يطلب منك.. وهل جربت أن تسعد نفسك بإسعاد غيرك.. بأن ترى ابتسامة على وجه محتاج ساعدته أو مكروب فرجت عنه كربته أو معسر يسرت له أمره أو طالب مصلحة قضيتها له دون أن تؤذي مشاعره، أو تمنّ عليه.. في العطاء لذة لن يدركها إلا من تجرد من نوازع الأنانية وشهوة التملك وغرائز الاستهلاك!


خير الناس أنفعهم للناس.. وما كثرت المشاكل وقلّت البركة في الوقت والمال والولد إلا لانشغال كل فرد بنفسه وتكالبنا على الدنيا دون اكتراث بأوجاع الفقراء ومتاعب المحتاجين.. وما أكثرهم اليوم!
اليوم ونحن نقترب من عيد الفطر.. يلزمك إخراج صدقة الفطر لإغناء الفقراء والتوسعة عليهم حتى يستقبلوا عيدهم بفرحة حقيقية تغسل عناءهم وتفرج كربتهم.

Advertisements


الدور الاجتماعي لرأس المال يجهله كثير من الناس وخصوصًا الأغنياء؛ أو ربما يعرفونه ويتجاهلونه تقصيرًا أو إنكارًا وينسون حقيقة مهمة وهي أن استقرار المجتمع لن يتحقق إلا بتكافل أفراده وتراحمهم، ومد يد العون لفقرائه الذين برضاهم تستقر الحياة وتخلو من الحقد الطبقي على الأغنياء.. كما يجهلون مقدار الثواب العظيم الذي أعده الله تعالى للمحسنين المنفقين الذين يسارعون في الخيرات ويبذلون أموالهم طلبًا لرضا الله ومغفرته.


أبواب الخير

من رحمة الله بعباده أن جعل منهم أناسًا يسارعون في الخيرات بنفوس راضية ويبذلون المعروف للمحتاج ويفرجون عن المكروب كربته.. وتلك نعمة تستحق شكر المنعم جل في علاه.. كما أن إسداء المعروف والبر للآخرين فن لا يجيده كل الناس، ومن ثم فقد كره الله سبحانه المنّ على الفقراء بعد الإنفاق عليهم لأنه أذى لهم فقال تعالى: "قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ".


وإعلم أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا.. 

ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ـ يعني مسجد المدينة ـ شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ـ ولو شاء أن يمضيه أمضاه ـ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة ـ حتى يثبتها له ـ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام. (رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وغيرهما).

 


أبواب الخير كثيرة والامتناع عن مساعدة الآخرين هي خيانة للإنسانية وخطيئة لا تغتفر وبخل لا يليق بأصحاب النفوس الكريمة، وأنانية لا يرجى من صاحبها خيرًا.. فاغتنم ما بقى في رمضان بإغناء الفقراء بصدقة ترضى الله وتسعد الفقير وتجبر صومك وتقصيرك في حق نفسك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق