بخطى ثابتة، تمكّن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من الفوز بولاية رئاسية خامسة، بعد انتخابات اكتسح فيها منافسيه بنسبة 87.29% من الأصوات الانتخابية، ليصبح بذلك أطول زعماء روسيا بقاء فى المنصب منذ أكثر من 200 عام، متفوقًا على جوزيف ستالين نفسه.

وتعد تلك الانتخابات هى الثامنة فى التاريخ الحديث لروسيا منذ تفكك الاتحاد السوفيتي، منها 5 استحقاقات انتخابية لصالح اسم بوتين رئيسًا للبلاد، ويبدو أن ذلك أثار غضب البعض ما أدى إلى تنفيذ هجوم قاعة حفلات “كروكوس” الموسيقية فى ضواحى العاصمة الروسية موسكو ووفاة عشرات الأبرياء.

وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات قدم قيصر الكرملين برنامجا حكوميا حتى عام 2030، تضمن من خلاله وعودًا لمواطنيه بشأن الميزانية، وتخصيص مليارات من الروبلات لتحديث المدارس والبنى التحتية، ومكافحة الفقر، وحماية البيئة، وتعزيز التكنولوجيا.

إضافة إلى تلك الوعود، شهد الاقتصاد الروسى فى الفترة الماضية أداء أفضل من المتوقع فى ظل العقوبات الغربية،  كما أنه حقق نموا، لا سيما فى مبيعات النفط والغاز والتى تقدر بحوالى 7 ملايين ونصف المليون برميل يوميا، بالإضافة إلى مواصلة الاتحاد الأوروبى وخلال العام الماضى استيراد النفط والغاز من روسيا، بقيمة أو بمبالغ وصلت إلى نحو 29 مليار دولار رغم العقوبات المفروضة.

وعلى طاولة بوتين قائمة من الملفات الضخمة بداية من الحرب الأوكرانية ووصولًا إلى الانتخابات الأمريكية ثم العلاقة مع مصر، وفى هذا السياق، قال الخبير الأمني، اللواء محمد عبد الواحد، إن روسيا تشهد تحديات كبرى، خاصة أن هناك انتقادات دولية بسبب مكوثه فى الحكم فترة طويلة، وستزداد تلك الانتقادات الفترة المقبلة، وتابع: “أتخيل أن الرئيس بوتين سيتعامل الفترة المقبلة باستراتيجيات جديدة مع كل هذه التحديات، بل وسيريد تحقيق إنجازات أكبر فى أوكرانيا، قبل الدخول فى أى مفاوضات أوروبية، فهو يملك أوراقا كثيرة، لذلك لا أستبعد تصاعد زيادة حدة الصراع  فى الأشهر المقبلة”.

وعن سياسة بوتين فى الشرق الأوسط، قال عبد الواحد: إنه من المتوقع أن تظل كما هي، كونه استطاع أن يجد لنفسه مكانا استراتيجيا فى منطقة حيوية، وأصبح له قاعدتان إحداهما جوية والأخرى بحرية فى سوريا وليبيا، وكان هناك نية لأخذ قاعدة فى السودان، إلا أن هذا الموضوع لم يحسم بعد، فالتواجد فى منطقة الساحل الإفريقى ومنطقة الشرق الأوسط مَكن بوتين من التواجد الفعلي.

وعن علاقته بالمنطقة العربية، ألمح الخبير فى الشئون الأفريقية إلى أن العلاقات جيدة وبمصر خاصة، فهناك تقارب بين السيسى وبوتين، فكلاهما يشهد نفس التحديات، ونفس المواجهات، لذا يمكن أن تكون الفترة القادمة لبوتين فترة حاسمة فى إنهاء ملفات شائكة عديدة.

وحول ما تعرضت له موسكو من عمليات إرهابية، وما أثير حول تنفيذ داعش لهجوم “كروكوس”، أوضح اللواء عبد الواحد، أن هناك ضرورة لمعرفة أهداف ودوافع أى هجوم لمعرفة الجهات الحقيقية وراءه، محذرًا من الانسياق حول الشائعات لأنه قد يكون فخا.

من ناحية أخرى، قال رامى القليوبي، أستاذ بكلية الاستشراق فى المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو: إنه على  الصعيد السياسى من المنتظر فى  السنوات المقبلة أن يتحدد مصير العمليات فى أوكرانيا، والتى  يبدو أنها ستظل أولوية للسلطات الروسية، وعلى الصعيد الاقتصادي أكد الرئيس فلاديمير بوتين أنه سيتم دعم  العائلات والتركيز على القضية الديموجرافية، وكذلك ستبحث الدولة الروسية عن وسائل لتوفير مزيد من الموارد المالية للوفاء بالتزاماتها، ومنها الحديث عن إعادة العمل بالضريبة التصاعدية وغيرها من الإجراءات.

وتابع: أما الشرق الأوسط فشهد تراجعا على سلم أولويات السياسة الخارجية الروسية على الصعيد السياسي، ولكن على الصعيد الاقتصادى من المؤكد أن روسيا ستواصل التعاون مع الدول التى لم تنضم إلى العقوبات الغربية وطبعا فى مقدمتها الدول الخليجية ومصر والجزائر.

وحول العلاقة الأمريكية، أكمل “القليوبي” أن فوز ترامب سيؤدى إلى تحسن كبير فى العلاقات، لكن هذا لا يعنى التقدم فى ملفات بعينها، لأن مؤسسة الحكم الأمريكية أقوى من أى رئيس.

واستكمل القليوبي: لا شك أن مصر هى الشريك الأساسى لروسيا فى الشرق الأوسط وفى أفريقيا بشكل عام، وطبعا المشروع الرائد للشراكة المصرية الروسية هو مواصلة بناء مشروع الضبعة الروسية، التى من المنتظر أن تحل مشكلة الطاقة الكهربائية بشكل جذرى لمدة عقود وتنشئ قاعدة تكنولوجية مهمة للتعاون فى عصر اقتصاد المعرفة، كذلك هناك تعاون فى ملفات أخرى مثل زيادة إمدادات القمح الروسى لمصر، وزيادة حركة السياحة الروسية والتجارة البينية وغيرها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.