بعد مرور منتصف شهر رمضان الكريم وانتهاء بعض المسلسلات ذات ال 15 حلقةً واتضاح الرؤية لباقي الأعمال المستمرة في العرض إلى نهاية الشهر الفضيل، سنقوم كعادتنا في مثل هذا التوقيت باستعراض سريع للأعمال التي تميزت وكانت مختلفة عن أقرانها من وجهة نظرنا المتواضعة، بعيدًا عن الكتائب الإلكترونية وحملات السوشيال ميديا المدفوعة التي تروج وتهلل لأعمال بعينها.. 

 

مع التركيز على أفضل هذه الأعمال وأفضل النجوم حتى الآن، وهي بالطبع ليست أحكامًا نهائية، حيث مازال هناك أكثر من 12 عملًا سيعرضون في النصف الثاني من رمضان إضافةً إلى الأعمال ذات ال 30 حلقة التي سيتم استكمالها.

مسلسلات متميزة ولكن؟

أكثر من 20 مسلسلًا تليفزيونيًا كانوا معروضين على المائدة الدرامية الرمضانية في النصف الأول من الشهر المبارك، أغلبهم من ذات ال 15 حلقة وهي الأعمال التي حققت نجاحات جيدة في العامين الأخيرين، ومن الأعمال التي تميزت من هذه النوعية كما نرى في مجال الكوميديا على سبيل المثال.. أشغال شقة، بطولة هشام ماجد وأسماء جلال ومصطفى غريب وشيرين ومحمد عبد العظيم، تأليف شيرين وخالد دياب وأول إخراج في الدراما التليفزيونية لخالد دياب. 

بابا جه لأكرم حسني ونسرين آمين وأوتاكا وفريال يوسف، تأليف وائل حمدي ومحمد إسماعيل آمين وإخراج خالد مرعي. 

ومن خارج التصنيف الكوميدي نجد أن مسلسل نعمة الأفوكاتو كانت بدايته قوية ومبشرة وتصاعدت أحداثه سريعًا حتى الحلقة السابعة أو الثامنة قبل أن تتراجع وتيرتها ويضيع إيقاعها ويسيطر اللامنطق عليها وتتحول نعمة المحامية البسيطة المسالمة إلى ما يشبه المرأة الخارقة
نجمة المسلسل الشهير بنهاية السبعينيات The Bionic Woman!، المسلسل بطولة مي عمر وأحمد زاهر وأروى جودة وكمال أبو رية، تأليف مهاب طارق ومحمد سامي وإخراج محمد سامي.

ومن المسلسلات الطويلة ذات ال 30 حلقة مسلسل إمبراطورية م لخالد النبوي وحلا شيحة ونور النبوي ونشوى مصطفى، إخراج محمد سلامة، تأليف محمد سليمان عبد المالك عن قصة قصيرة من مجموعة قصصية بعنوان بنت السلطان للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس.. 

 

كان تم تقديمها في فيلم جميل وشهير بنفس الاسم عام 1972 لسيدة الشاشة فاتن حمامة وأحمد مظهر، عمل اجتماعي أسري جيد أخذ المؤلف التيمة الأساسية للقصة الأصلية وإسقاطاتها السياسية وهي فكرة الإمبراطورية الأسرية المهيمن والمسيطر عليها شخص واحد هو الأب كما في القصة، عكس الفيلم الذي جعل الأم هي الأساس والتي يدعو إلى أن تصبح جمهورية ديموقراطية بالانتخابات..

 

وأضاف إليها المتغيرات المعاصرة في عصرنا الحالي التي لم تكن موجودة وقت القصة 1965، مثل قضية الحفاظ على هويتنا وتراثنا الذي أصبح معروضًا للبيع لمن يدفع أكثر بهدف الطمس وإحلال الحديث المصطنع بدلًا منه، هذا فضلًا عن الصراع بين الأجيال والفجوة الواسعة بينها.. ولكن ما يؤخذ على صناع هذا العمل عدم التوفيق في اختيار بعض شخوصه، خاصةً بطلته حلا شيحة التي يبدو فعلًا أنها قد نست فن التمثيل بحكم غيابها المتكرر لسنوات عنه!

الأفضل

أما عن الأعمال والنجوم الأفضل والأكثر تميزًا في النصف الأول من شهر رمضان وفقًا لتقديرنا فيتصدرها الحشاشين والذي أراه خارج المنافسة والتقييم، كونه عملًا توافرت له كل عناصر التميز والإبهار دون غيره من إنتاج هو الأضخم في تاريخ الدراما المصرية، والتصوير في عدة دول عربية وأوروبية، وعناصر فنية على أعلى مستوى.. 

 

وهو ماجعله يمثل نقلة وقفزة نوعية كبيرة في الدراما المصرية بصفة عامة والتاريخية بصفة خاصة، إن جاز لنا اعتباره من الأعمال التاريخية، وإن كان أقرب ما يكون للأعمال الأسطورية، التي تخلط الحقيقة بالخيال والتاريخ برؤية وقناعات المؤلف التي قد نتفق أو نختلف معها، ولو بيدي الأمر لفضلت تسخير كل هذه الإمكانات غير المسبوقة لتقديم عمل تاريخي من تراثنا الإسلامي والعربي..

 

الحشاشين تأليف المبدع عبد الرحيم كمال وإخراج بيتر ميمي وبطولة النجم كريم عبد العزيز في أحد أهم وأفضل أدواره على الإطلاق، مع الاكتشاف ميرنا نور الدين في دور زوجة حسن الصباح، والقدير فتحي عبدالوهاب، والفنان صاحب الثقل الخاص أحمد عيد، واللبناني المتمكن نيقولا معوض أو الشاعر والعالم عمر الخيام، والنجمة السورية سوزان نجم الدين المتألقة في دور ألينار المسؤلة عن حوريات جنة حسن الصباح!

صلة رحم هو مفاجأة النصف الأول من رمضان عمل من أكثر الأعمال تميزًا وتكاملًا وجرأة وسرعةً في الإيقاع، كتبه بإبداع كبير المؤلف محمد هشام عبية وطرح فيه موضوعًا شائكًا وجدليًا هو تأجير الأرحام، وأخرجه بسلاسة ووعي كبير المخرج تامر نادي ولعب بطولته المتجدد والمبهر دومًا إياد نصار، مع تألق باقي الأبطال أسماء أبو اليزيد ويسرا اللوزي ومحمد جمعة وهبه عبد الغني.

 
ثالث الأعمال الأفضل من وجهة نظري أعلى نسبة مشاهدة، الذي بمثابة الحصان الأسود في أعمال رمضان حتى الآن رغم أنه لا يضم نجومًا لامعين، ويمثل البطولة المطلقة الأولى للفنانة الشابة القادمة بسرعة الصاروخ سلمى أبو ضيف، التي أبدعت وأقنعت إلى أقصى درجة في دور الفتاة البسيطة الفقيرة التي تتحول إلى بلوجر شهيرة على موقع تيك توك.. 

 

ويتم القبض عليها ومحاكمتها بتهمة نشر الفسق والتحريض عليه في محاكاة لقصة مودة الأدهم وحنين حسام فتاتي التيك توك الشهيرتين، مع الجميلة ليلى أحمد زاهر والجبارة المخضرمة انتصار والقدير محمد محمود والمجيدين إسلام إبراهيم وفرح يوسف، فكرة وإخراج المخرجة الشابة ياسمين أحمد كامل وتأليف الواعدة سمر طاهر.

 

أخيرًا عن المتميزين والأفضل في التمثيل.. كريم عبد العزيز في دور حسن الصباح بمسلسل الحشاشين، طارق لطفي في مسلسل العتاولة وهو الذي صار منافسًا شرسًا على الأفضل في رمضان كل عام في السنوات الأخيرة، رغم تحفظاتي على المسلسل التي سأتناولها لاحقًا، إياد نصار في صلة رحم.

 
ومن العنصر النسائي لم تتفوق واحدة على الأخريات بفارق كبير وملفت وإن تميزت أسماء أبو اليزيد ويسرا اللوزي في صلة رحم وميرنا نور الدين في الحشاشين وسلمى أبو ضيف وانتصار في أعلى نسبة مشاهدة ومي عمر في النصف الأول من مسلسل نعمة الأفوكاتو.