قفة الفايش وقرص المدافن وزيارة البنات، عادات الأسايطة في الأعياد سلسال ذهب لا ينقطع

بوابة فيتو 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قفة الفايش وقرص المدافن وزيارة البنات، عادات الأسايطة في الأعياد سلسال ذهب لا ينقطع, اليوم الجمعة 5 أبريل 2024 06:57 صباحاً

أيام قليلة تفصلنا عن عيد الفطر المبارك ورغم ما أحدثته حركات التمدن وما نجم عن العولمة من آثار ألقت بظلالها على قرى صعيد مصر، وما يشهده الصعيد من انفتاح على عصر الذكاء الاصطناعي، إلا أن ذلك لم يؤثر في العادات التي توارثتها الأجيال جيلًا بعد جيل في المناسبات والأعياد، وظلت راسخة في وجدان أهل قرى الصعيد  في مواجهة كل التغيرات عبر عشرات السنين وإن كان البعض منها على وشك الاختفاء إلا أنها لا تندثر.

 

عيد الأسايطة قبل العيد 

وهنا في محافظة أسيوط خاصة بالقرى والنجوع النائية، يحتفظ أهالي المحافظة بالعادات والتقاليد التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، خاصة تلك المرتبطة بطقوس العيد وعاداته، مجرد سردها يدخلك في عالم من النوستالجيتا تلك العادات ما زالت بكرًا رغم أنف السنين وأنف التكنولوجيا، فالعيد في صعيد مصر لا يقاس بوحدة الزمن، فالعيد قد يبدأ قبل حلوله فلكيًا بأسبوع أو أسبوعين أو شهر، حيث تتجمع الأمهات لشراء الهدايا والملابس وغيرها من طعام وحلويات، وقد يبدأن في تجهيز السمن والعسل لإعداد مخبوزات العيد.

Advertisements

 

عادات العيد في قرى الصعيد لها مذاق آخر 

تأتي في المقام الأول العادات العائلة الصعيدية في أسيوط زيارة البنات المتزوجات وإعداد كل ما تحتاجه النسوة في بيوتهن الجديدة من خيرات المنزل كالجبن والألبان والزبدة والسمن الفلاحي بالإضافة للكشك الذي يستمر طوال شهر رمضان سيدا للمادة ليكون لعادات الشهر الكريم والعيد مذاقا آخر لا يشبهه شيء.

 

زيارة الأمهات لبناتهن في العيد أيضا لها طقوس لم تتغير ابدا تحمل لها كل ما لذ وطاب فهو عرفٍ اجتماعي منتشر رغم ما يعانيه السكان من ارتفاع في الأسعار وتدني في مستويات المعيشة إلا إن ذلك لا يؤثر على وجوب تلك الزيارة والتي يعد التقاعس عنها بمنزلة انتقاص لمكانة الابنة في نظر زوجها وأهلها "وكأنها قطعت من شجرة" هكذا يصف بعض الرجال زوجته إذا ما تخلف أهلها عن زيارتها في العيد ولا يقتصر الأمر على زيارة الأم فقط بل يمتد للأخوة الذين يتركون سعيهم وراء " لقمة العيش " في ربوع مصر ويسافرون لمئات الأميال لزيارة أخواتهن وتقديم الهدايا لهن.

 

زيارة البنات شرف للعائلة 

يقول إبراهيم محفوظ، 41 عامًا، ويعمل بالقاهرة، ويوضح «الزيارة للأخت في الصعيد بمنزلة شرف علينا أن نحفظه وهو كبرياء لها في بيت زوجها، وقد تربينا على الشرف والمروءة والأخلاق، فكيف لنا أن نهدم مروءتنا وأن لا نحفظ كرامة أختنا أمام زوجها وأسرته، ونجعلها كأنها قطعت من شجرة، وإن لم نقطع تلك المسافات الكبيرة من أجل ذلك فمن أجل ماذا سوف نقطعها؟!»


ويتابع الشاب الأربعيني: «تربينا من آبائنا وأمهاتنا على ذلك، فالعيد ليس مناسبة فقط للبس الجديد، بل قبلها زيارة للأخت قبل التقاء الصديق، ورغم سفرنا وترحالنا إلا إننا لا نستطيع قضاء العيد في التنزه في الحدائق أو الذهاب للسينمات، فقد تعودنا على أن يكون عيدنا بين أحباؤنا وعائلاتنا»، فغياب الصعيدي عن قضاء إجازة العيد عن أهله وفي قريته يجعل العيد بلا طعم فهنا يشبهون من يتخلف عن قضاء العيد معهم بـ «قليل المروءة» فالمروءة من نظرهم هي قضاء العيد معهم دون سواهم.

 

خبيز العيد و"قفة الفايش" لزيارة البنات 

وتضيف فوزية حسن، ربة منزل، أنه بحلول النصف الثاني من شهر رمضان المعظم تبدأ السيدات في طحن الدقيق وعمل «خبيز العيد» أو ما يطلق عليه «الفايش» أو الفريسكا الصعيدي والتي يتم وضعها في إناء يسمى "القفة" وبجانبها البسكوت والغريبة وغيرها من الحلويات، المخبوزة والعيش الشمسي ورصها في قفف بالإضافة إلى الدجاج والبط في عيد الفطر او اللحوم في عيد الأضحى وتسمى “الزيارة”.

 

الفول النابت للفطار وقادوس المبرومة يحلي العيد 

وتحافظ سيدات القرى وخاصة في جنوب المحافظة بالساحل والبداري على اعداد الفول النابت كوجبة للإفطار وتحرص أيضا على تجهيز قادوس المبرومة وهي اكلة تصنع من القمح بطريقة معينة حيث يوضع في أواني من الفخار تسمى القواديس بعد أن تتعرض حبوب العجين للسلق وعند النضج تدهن بالسمنة الفلاحي، ويضاف إليها اللبن والسكر والمكسرات مكونات أخرى تجعل له مذاق خاص يميز بها أهالي البلدة في الصعيد، ليذهبن في نهاية الأمر بكل ما تم تجهيزه وما تم شراؤه من هدايا وملابس وملبس وسوداني لزيارة بناتهن.

 

رحلة البحث عن الجلباب البلدي عنوان المروءة 

أما الشباب والأطفال فحال استعدادهم للعيد لا يختلف عن أباءهم أو أمهاتهم فهم يحرصون على تفصيل الجلابية البلدي والقفطان الأبيض، ذلك الرمز الهام لاستقبال كل عيد، فهم يبدأون مبكرًا رحلة البحث عن «ترزي» ماهر لحياكة ملابسهم وقد ينتقلون إلى قرى أخرى خارج قريتهم في سبيل ذلك حسب من يرتاحون إليه ويشتهر الخياطة الجيزة، ويرى اسلام كامل، 20 سنة، طالب بجامعة أسيوط أن العيد لا يصح إلا بارتداء الجلباب البلدي، قائلًا: «مينفعش العيد من غير تفصيل جلابية جديدة حتى لو بنلبس بناطيل وبدل، والبعض بيحب الجلابية تكون بلدي، وفي ناس بتحبها تكون بربع ياقة، والتانية بتاخد وقت أطول وبتكون أغلى في السعر لأن تفصيلها بيكون يدوي عكس الجلابية البلدي اللى بتتفصل بماكينة الخياطة والقماشة بتكون أقل في السعر، ولو مودناش القماشة بدري للترزي مش هنلحق ناخدها قبل العيد وبكدة يبقى ضاع علينا العيد".

 

الصعود للجبل وركوب الخيل 

ويضيف محمود حسين مدرس ٢٧ سنة مقيم بقرية الخوالد بساحل سليم أن بهجة العيد تتمثل في ارتداء الجلباب والصعود إلى الجبل مع الأصدقاء وتناول الفسيخ والعصائر والعودة عصرًا بعد قضاء وقت جميل بأعلى الجبل ونتشارك أحيانًا في ركوب الخيل التحطيب بالعصي وفرقعة الصواريخ بينما يتراقص الأطفال حاليا على اغاني المهرجانات.


لم يكتف فقط أهالي أسيوط بطقوس العيد حتى الصلاة التي يستعدون لها من خلال فرش الساحات قبلها بساعات واعداد حلويات لتوزيعها على المعيدين ولكن تستمر العادات حتى نهاية اليوم بنفس التفاصيل تقريبًا في كل المنازل.

 

للموتى النصيب الأول من العيد و"قرص المدافن" سيدة الموقف

فبعد أداء صلاة العيد ينطلق أهالي القرى لزيارة موتاهم وأحبائهم المتوفين ليكون للمتوفى الجزء الأول من رحلة العيد يصطحبون الأطفال يذهبون في سيارات للجبل حيث القبور والمدافن حاملين أكياس الفاكهة و"قرص المدافن" التي تكون سيدة الموقف في هذا الطقس المعتاد لهم في الساعات الأولى من اليوم.

 

 

معايدة الأهالي والتجمع بالدواوير 

ويعود الزوار بعد قراءة الفاتحة والسلام على احبابهم السابقين وينطلق المعيدون في القرى عقب ذلك إلى معايدة بناتهن المتزوجات والعمات والخالات فيتجمع شباب العائلة ورجالها في الدواوير وينطلقون في جماعات وأسراب من كل دوار في رحلة المعايدة التي تنتهي قرب العصر ولا يتركون سيدة في العائلة متزوجة إلا بزيارتها وإعطاء العيدية لأطفالها وأكياس الشيبسي والبسكوت وعقب تناول الغداء تبدأ رحلات الشباب وتجمعات البعض في الخروج للتنزه بينما تظل الأمهات في المنازل تستقبل الزوار طوال اليوم.

 

قد تكون تلك العادات مغايرة لما يحرص عليه الأهالي في المحافظات الأخرى من الخروج للتنزه في الحدائق العامة بالعيد، أو ارتياد السينمات أو الكافيهات مع الأصدقاء أو الذهاب للبحر وحضور الحفلات للاستمتاع بتلك المناسبة الجميلة، ولكن هناك قرى لم تتخلف قط عند عاداتها في قضاء العيد مستمتعين بكل تفاصيله وجو الألفة وروح المودة التي تنتشر بين جنبات القرى.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق